هل من رئيس؟
في صفحة مطمورة من الجريدة،

يرقد اعلان صغير يتسول قراءا،
يزاحم جيرانه عله يفوز بقارئ يتثاءب علي كرسي قطار،
او عله يفوز بآخر يجول بعينه على جريدة افترشتها صحون الغداء حتي ينتهي من مضغ لقيماته ثم يطويه ويواريه حيث شاء.
تصطدم العين باول سطر في الاعلان، تتجاهله العين ..
لا تعبأ ..
ماعاد المعلن عنه يهم ..
ما عاد يضيرك ان جاء ورحل كما جاء، فالعيش اهم.
قال الاعلان: في بلد كهل كالتاريخ.. نحتاج رئيس.
لم يذكر اكثر من ذلك.
عمر الاعلان قديم، الهذا الحد؟
وإذا بغلام في مقتبل العمر،
يلتف كثيرا حول الكلمة باستغراب ثم يقول: هل تعني هذي الكلمة شيئا عندك يا "جد"؟؟
الجد يقول: آه يا ولدي .. عندك كل الحق.
فأنا مثلك شاهدت الاعلان ..
لم اعلم حتما ما المطلوب،
يظهر من رقم الهاتف أن البلد بعيد.. هلا أحضرت الإعلان؟ ..
"في بلد كهل كالتاريخ .. نحتاج رئيس"!! اني اذكر هذا العهد...
البلد بعيد،
لا أدري ان كان هنالك حتى الآن!
اختص البلد بشيء لست اراك تعيه،
عبد الانسان ..
في الماضي، قيل بأن البلد عظيم،
كانوا يتباهون كثيرا، بالفرعون ..
كتبوا اكثر ما كتبوا .. فوق الجدران،
"جاء الفرعون" .. "اكل الفرعون" .. "نام الفرعون"
قتلوا ما شاءوا من بشر لبناء القبر،
حتى ان مات الفرعون..
حفظوا جيفته ان يأكلها الدهر.
واتنقل الداء ..
يبدو ان الداء يسيل من الاثداء ..
شربوه جميعا،
برعوا في خلق فراعنة اخرى،
عربا او عجما لا تسأل .. فالكل مصان ..
أوتدري؟ ..
ما حكموا ابدا انفسهم ..
بحثوا دوما عن فرعون..
كانوا ان جاءت نائبة ..
حمدوا الله ..
والخير اذا جاء وفيرا..
حمدوا الفرعون..
المأكل حسب التوجيهات ..
والمشرب حسب التكليفات ..
والشيء الدائم في كل الحالات ..
البحث عن الفرعون ..
وانكسر القيد..فالقيد ضعيف
والشيء الثابت في الأذهان ..
ان الفرعون الآن ..
لا يفزع قطة ..
واحتفل الكل .. وانتهت القصة ..
والبلد الضارب في التاريخ ..
ما ادرك ان الفرد يشيخ ..
وكذلك ايضا للبلدان ..
البلد يشيخ ..
البلد يشيخ اذا شاخت فيه الأذهان ..
بحثوا عن قائد ثورتهم..
والبحث يطول ..
والدهر السائر لا يهدأ ..
والبحث يطول ..
والبحث يطول ..
اين القواد ؟؟؟
حمدا لله فقد ظهروا ...
هيا فلترعوا ثورتنا ..
الآن سنحيا اطهارا ..
اين القواد ؟؟
القاف فتحتم ضمتها .. الهذا جئتم ؟؟
الهذا اسقطنا الفرعون؟؟
يا الله عليك العون ..
***
أرأيت بني ..
البلد الضارب في التاريخ ..
يبحث في الورق عن الفرعون ..
هشام حسني
القاهرة
مايو ٢٠١٢
رائعة يا دكتور
ReplyDeleteنرجو المزيد من الأعمال
شكرا ياباشا .
Delete